تلك الفتاة التي كأنت ترتدي الحجاب والأخرى التي لا ترتديه (الجزء الثاني)

أصبح ارتداء الحجاب في فرنسا، وهي الدولة الوحيدة المهتمة بهذا، قضية اجتماعية حقيقية. يتحدث الكل أو تقريبا الكل عن هذا الموضوع، غالبا باسم المرأة وبدلا عنها. الكلَ… ما عدا النساء المسلمات الاتي قليلا ما تعطى لهم فرصة التعبير. فيمايلي لدينا شهادة فتاتين، لا تنتميان لأية منظمة، وليستا مدعمتان لأي تيار، هما فقط فتاتان مسلمتان، ترتدي إحداهما الحجاب والأخرى لا ترتديه

قصة شيراز

تعتبر شيراز نفسها محظوظة لأنها تمكنت دائمًا من ارتداء الحجاب في حياتها المهنية. ومع ذلك، مثل العديد من النساء المسلمات، تعرضت مرارًا للاضطهاد والاعتداء الجسدي. ما يلي لقاء مع شيراز التي جعلت ارتداء الحجاب وسيلة للدفاع عن حقوقها ومعتقداتها.

هل سبق لك وأن تعرضت للعداء ضد الإسلام أو التمييز بسبب دينك؟

لسوء الحظ، نعم حدث لي ذلك عدة مرات. أرتدي الحجاب منذ حوالي خمسة عشر عاما وعلى مر السنين لقد رأيت العقليات تتغير والوضع يتدهور. عندما ارتديت الحجاب لأول مرة، كانت هنالك نظرات غير لائقة نحوي، لكن يجب تعلم كيفية التعايش مع الأمر، لذلك لم يعد الأمر يزعجني.

منذ الاغتيالات والمناقشات العامة المختلفة حول الإسلام، تجرأ الناس على التصرف والقول بصوت عال مال لم يجرؤوا عليه من قبل. منذ مدة قليلة سبقت، تعرضت مثلا على الاعتداء في المترو. كنت عائدة من العمل، عندما حاولت امرأة أن تجعلني أفكر مجددا في حجابي وقالت لي « عودي إلى منزلك ». عندما نزلت من القطار ركلتني في ظهري. تفاجأت لهذا وأتى الرد مني فاشتبكنا عند الرصيف قبل أن تدخل بعض الركاب. مرة أخرى، عندما كنت أمشي في الشارع، خاطبتني امرأة قائلة: » لقد ناضلنا من أجل تحرير المرأة، عار عليك » ألقت بنفسها علي وخلعت حجابي.

من المؤسف أن يتغير تصرف الناس حسب ما إذا قابلتهم امرأة متحجبة أم لا. أرى أن ارتداء الحجاب، يقلل من إحسان الناس للمرأة كما لو أنه ينزع من انسانيتنا بالنظر إليهم. لم يعد الناس يمسكون الباب من الإغلاق من أجلنا على سبيل المثال كما أنهم يتصرفون بعدوانية إذا ما قمنا يدفعهم عن سوء حظ أو من دون قصد…

كيف ترين كمسلمة ردود الأفعال القوية التي حدثت في الأشهر الأخيرة بشأن البو ركيني أو الحجاب؟

توقفت عن متابعة الأخبار أثناء المناظرات حول الإسلام لأنها أغضبتني! صحيح أننا لا يمكننا أن ندافع عن أنفسنا لأن هناك أناس قليلة تمثلنا على الهواء، ولكن يجب أيضا الاعتراف للأسف أن مجتمعنا لا يساعد في تغيير الأشياء، لأننا نقبل التغطية الإعلامية بصعوبة.

في رأيي، تقوم وسائل الإعلام بنقل الصور النمطية وتزيد من حدة الانقسام بين المجتمعات. كل هذا الخلط مؤسف بالفعل… يجب أن يفهم الناس أننا فرنسيون! عندما نذهب إلى وطن والدينا الأصلي، لا نشعر أننا في وطننا لأننا ولدنا وترعرعنا في فرنسا. ولكن أصبح الأمر ينطبق كذلك هنا لأننا لسنا مقبولين ومندمجين كما ينبغي بالرغم من أننا نسدد ضرائبنا، ونتقن اللغة والثقافة الفرنسية ودرسنا في مدارس الجمهورية. من الواضح أن الجانب السلبي الوحيد هو الدين!

يعتقد بعض من ممثلي الإسلام في فرنسا أن البوركيني هجوم واستفزاز للجمهورية، ما رأيك؟

يعتقد أولئك الناس أنهم « يمثلوننا » لكننا لم نعينهم. أرى أن هاته التصريحات أكثر خطورة عندما يتفوه بها المسلمون، لأن لا بد من أنهم واجهوا وعرفوا نفس الصعوبات التي نواجهها يوميا.

في رأيي، الجدل الذي يدور حول البوركيني ليس ذو صلة، كانت هنالك العديد من الطرق المختلفة للارتداء، كما أنه لا طالما كان يوجد عدة طرق لتغطية الشعر مثل « الحجاب ») خمار بسيط للملاحظة) أو الجلباب (لباس يغطي الجسم بأكمله ما عدا الوجه واليدين للملاحظة) يبقى البوركيني في النهاية مجرد اقتباس، تطور منطقي للحجاب حيث أصبح خاصا بالسباحة. أتا لا أنادي شخصيا بالمهزلة عندما تذهب المرأة عارية الصدر إلى الشواطئ، يبقى هذا اختيارها!

ربما قد تكون النساء المتحجبات مضطهدات لدرجة أنهن أكثر تسامحا وأنوثة عن غيرهن؟

لذلك لا يوجد استفزاز للجمهورية. راية العلمانية لها ظاهر خلفي، لا ينبغي للدولة أن تتدخل في الحريات الفردية كلباس مواطنيها.

ماذا يمكنك القول للذين يعتقدون أن النساء المتحجبات مكروهات من قبل الرجال حولهن؟

سأسألهم إذا ما تحدثوا ولو لمرة واحدة في حياتهم إلى امرأة متحجبة، في الواقع، هل طرح هذا السؤال على لجنة من المتحجبات؟

يجب على هؤلاء الأشخاص أن يدركوا أن الإيمان شخصي. وهو مظهر من مظاهر الإيمان، وبالتالي فهو رحلة روحية تتم بمفردها. بالإضافة إلى ذلك، فأن أمهاتنا، لم يضعن غالبا الحجاب من أجل الاندماج مع المجتمع وينصحن أطفالهن بعدم ارتدائه خوفا عليهم من عدم العثور عن عمل. لذلك ليسوا شيوخنا من الذكور من يجبرنا على وضع الحجاب!

يقال أن المسلمين يحافظون على الطائفية، ولكن كما كنت أقول، للمرأة المسلمة أصدقاء من جميع مناحي الحياة. أنا شخصيا عندي صديقات مسلمات متحجبات وغير متحجبات وكذلك صديقات غير مسلمات. بالنسبة لي، الدين أو ممارسة الدين لا يحددان ماهية الفرد!

هل تعتقدين كامرأة مسلمة أنه يمكنك عيش وممارسة شعائر دينك بحرية في فرنسا؟

أشعر بحرية تامة في ممارسة ديني لأنه في الواقع لا يوجد قانون يمنعني من القيام بذلك. من ناحية أخرى لا يمكنني أن « أعيش » ديني كما أريد، لأن هنالك قيودا مستمرة على التعبير بعلانية أننا مسلمون   َ تلك القيود تتمثل في صعوبات في العثور على سكن، أو تلق سلوك غير لائق، أو تمييز في القطاع الطبي أو الإداري…أشعر أحيانا في كل هاته المواقف، وعلى الرغم من قوة شخصيتي، بالإهانة وبالتالي لا ستطيع أن أقول إني حرة تماما للأسف.

هل لديك أي نصائح للشابات المسلمات؟

أجل، ليس من السهل كل يوم إيجاد عمل أو سكن لأنه على الرغم من كل شيء، لا يزال يرٍى بعض الناس أن الحجاب عائق. لكن يجب المثابرة. علينا الانتصار! نحن لسنا هنا للتبشير بالكلام الطيب، ولكن من خلال الجرأة على ارتداء الحجاب، من خلال شرح لمن حولنا لماذا نرتديه، بجعل الأمر « طبيعي »، يمكن للأمور أن تتطور نحو الاتجاه الصحيح يجب ألا نستسلم ويجب أيضا أن نحترم اعتقاداتنا حتى يفهما الآخرون ويحترمونها.!

شخصيا، أفضل أن أكنس الشوارع بحجابي بدلا من أن أكون مسؤولة من دون حجاب ومن دون أن أكون نفسي.

لا طالما أنا محظوظة لأن لدي عمل وأنا مرتدية الحجاب. هذا دليل على أن الأمر ممكن!

أحيانا، كان يتطلب الأمر التحدث في بعض الخصوصيات أثناء إجراء مقابلات. لكنني لطالما شعرت بامتنان تجاه موظفيي الذين أعطوني الفرصة كي أكون حقا نفسي! أشعر بحالة جيدة، وأشعر أني مقبولة، ولذلك أقدم كل ما عندي أثناء عملي.

ما الذي تتمنين تغييره في فرنسا حتى يتم قبول المسلمين بشكل أفضل؟

لسوء الحظ، عدم الثقة والخوف من التعرض للتمييز يغذيان الطائفية. يدفع هذا الجو من الخوف وسوء التفاهم منطقيا المسلمين إلى مجالسة المسلمين الآخرين مما يعزز شقاق المسلمين مع المجتمعات الأخرى. هذا سيء جدا للمستقبل وفكرة التعايش معا!

Lire aussi

L’ORGUEIL ET LA SURESTIME DE SOI, PAR CHEIKH OMAR DOURMANE

L’orgueil est une maladie qui peut atteindre les êtres humains, mais aussi les groupes ou …

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *