هجومات ١٥ أكتوبر ٢٠٢٠ : حان وقت إيقاف المجزرة

حماقةٌ، توحّشٌ، بشاعةٌ ، كابوسٌ : استُعملت كلّ هذه الصفات لوصف التصرُّف الّذي لا يوصف و الّذي كلّف الحياة لأستاذٍ في التّعليم الثانوي.
نعيش في زمنٍ محزنٍ قارنه ريني قينون ب « كالي يوقا » (١) كما يقول الفيزيائيّون الهندوسيون.
الإنغلاق الجسدي و المعنوي وَ الصّعود للعداء الشّديد لشياطين حمقاء تتّبع رجال إطفاءٍ يشعلون نَارَ الفتنةِ بدون تَوقُف حتّى يذهب كلّ شيء في رماد لا يُبشر بمستقبلٍ زاهرٍ.

هؤلاء الأميّون في هيئة أئمة شباب أصحاب ٢٠ عاما يتلون على الإنترنت إلى أميّين آخرين رافعي اصبَعهم أنّ التفكير من دون جدوى لأنّه مخصّص للعلماء فقط.
كلّ مَن ينشُر الكراهية مِن ذَكرٍ أو أُنثى من أجل الظهور في الشاشات، أو نيل شرفٍ أو ميدالية ما أو الظهور في صفحةٍ خاصّة في المجلاّت، يستغلُّ جيلٍ يائس و مفقود باحثٍ عن أصوله لجعله جيل مِن السّفاكين.
كلُّ مَن بوسعِه الجمع و الإصلاح و التأديب و لكنّه يقضّل التفريق و التحريض و الخداع.
هناك على سبيل المثال الرسائل الفضيعة الّتي جاءت وراء الرسالة الرسولية للأب فرونسوا و كذلك التغريدات الحمقاء للأغبياء مجهولي الهوية الّذين يزرعون بكلّ حريّة سُّمَهم عبر الإنترنت.
السياسيون الّذين يصرّحون «نتوجّه نحو الحرب» و يلقون بسهام الإتّهام العام نحو المواطنين العاديّين.
كلّ ذلك يغذّي وحش الكراهية و يعطي الأسلحة للمجرمين.
لديّ اقتراح يشبه خطبة وسط صحراء و لكن حتّى في الصّحراء : «يجب مواصلة المشي » كما يقولُ تييودور مونود.

لنغيّر مجرى الأمور:
الحكومة، المسؤولين و السياسيين : عليكم بِمحو الكلمات السلبية من تصريحاتكم أيْ كلمة مقاومة، قتال، حرب، تعصُّب و تطرّف و عبارة المساس بالوحدة الوطنية و كذلك تأسيس دولة مسلمة مادام هناك عبارات أُخرى مِثل « لِنتعلّم التعايش معًا » الّتي يُستحسَن أن تَستَبدل عبارة « لنقهر كلّ مَن يمّس بالوحدة الوحدة». توّقفوا عن تصديق و نشر أنّ التخلّص من بديلٍ مُتّهم (٣) هو الحلّ لمشاكلنا. فرنسا محتاجة لكلّ مواطنيها مهما كانوا بتنوّعهم المُغني. أعطوا للعلمِ شرفَه و للأساتذة سُلطتهم.
الإعلام: كفّوا عن اعطاء الكلمة لأصحاب المقولات المسمومة. يوجد العديد من الإنسانيين يفوق عددهم عدد الحصص التلفزيونية. تسّلحوا بالشجاعة و كفّوا عن نشر الخوف و الكراهية. تحدّثوا عمّا يجمع بين النّاس بدل ما يفرّقهم. شجّعوا الإختلاف العالمي المُثري لأنّ التحدّث عن الحبّ و السلام و الأخوّة يتطلّب الكثير مِن الشجاعة على عكس التصفّح في مواقع الخوف و الإنتقاد الّتي تنادي بموعد صيد الأبرياء.
مسؤولي التّعليم: علّموا الشباب التسامح و احترام الغير في معتقداته و احترام السّلطات و كذلك العِلم. علّموا الآباء و الأمّهات احترام الأساتذة و كونوا أنتم المَثَل، لا تَدَعُوا أيّ مجال لإنتقادِكم.
المواطنون: لا تجعلوا مِن كلمة «الجمهورية»، «الحريّة» «المساواة»، «الأخوّة» وَ «العلمانية» أسلحةً في أيدي البعض لمحاربة الآخرين.
المواطنون المسلمون: لا تتركوا المجانين يخالفون رسالة الحُبّ و السّلام الّذي أتى بها ديننا.
كما كان روديارد كيبلينغ يَقول في قصيدة ستصبح رَجُلا بنيّ.« إذا سمعت  ملعونين يردّدون كلمات مُحَرّفَة من أجل إسعاد الحمقى»
المسؤولون المسلمون: ضعوا حدًّا للخلافات الحمقاء. ضعوا أنَانِيتكم في علبةٍ مُغلقةٍ و ارموا بالمفتاح و لا ترجعوا إليه. ما هو مكان الفرد في المجتمع؟ هو شرفٌ وَ قوّةٌ لاِخوَانِكم وَ أخواتِكُم. إنّهم يعانون في سكونٍ يوميًّا مِن العُنف بِاليد أو الكَلاَم و كذلك البُهتان و هُم بِحاجةٍ إلى أن تدافعوا عنهم . لا للتفرقة و التحريض بين النّاس و نَعَم للوِِحدة الوطنية. يُوجد في فرنسا العديد من المسلمين الأذكياء و الفُقهاء. لقد أَهدَرنا و فَقدنا الكثير مِنَ العِلم و الثقافة و الذكاء و الفِقه. لا يُسمَح بالإستمرار. بصفتكم مسؤولين عن المسلمين الفرنسيين، قوموا بإيصال النور المقدّس الّذي ذُكر في القرآن في قوله تعالى في السُّورة رقم ٢٤: « نور على نور».

انصتوا إلى الأصوات الّتي تنادي بالأخوّة:
انصتوا إلى محمّد العيسى، الأمين العام لرابطة الإسلام العالمي في قوله : « نشكّل أُمَّةً إنسانية واحدةً و سنرفع التحديّات الّتي تقف أمامنا معًا.»
انصتوا إلى الأب فرونسوا عندما قال: « كلّ من يبني جدارًا سيكون عبيدا وراءه»
انصتوا لِحاييم كورسيا؛ حاخامٌ فرنسيٌّ عظيمٌ يقول « ستبقى الأخوّة أملي و إيماني»
سيقوم جميع الأئمّة في فرنسا يوم الجمعة المقبل بإلقاد خطبة مشتركة. كتبها جميع المسؤولين المسلمين مجمولين تحت نفس الألم. هل كَان الإتّحادُ صعبًا؟
كان شيفيك يقول : « عدم محاولتنا لا يعني أنّ الأمور صعبة ، هي صعبة لأنّنا لا نجرأ على المحاولة »

_________________________________________________________________

١- طِبقًا لنصوص فيشنو بورانا وَ لينجا بورانا المكتوبة مُنذ أكثر من ٦٠٠٠٠ سنة، فإنّ علماء الفيزياء الهندوسيون يعلنون عن عصرٍ أسود (قد بدأ) و يتميّز بالخصائص التّالية:
سيصبح اللّص ملكًا و يصبح الملك لصًّا.
سيمنع الحكّام المُواطنين مِن ممتلكاتهم و سيستعملونها لأهدافٍ غير صالحة وَ سَيتوّقفوا عن حماية الشّعب.
أشخاص مِن أماكِن سُفلى يملكون بعض المعارف ( مِن دون الأخلاق اللَازِمة لتطبيقها بشكل صحيح ) سيعتبرونهم بعض النّاس عُلَماء.
سيفقد العديد من النّاس أُصُولَهُم و سَيَتِيهون في الأرض.
ستزداد الحيوانات المُتَوّحِشة توحُشًّا.
سيُقتَل الجَنينُ في بطن أمّه.
سيَقبَل النّاس أفكارا خاطئةً.
ستنعدم الثِقة عِند الجميع.
سيعُمّ الحَسَدُ عند النّاسِ.
سيولد أطفالٌ لن يَتَجاوزَ عُمرُهم السّن ١٦.
سَيَجدُ الإنسانُ الّذي يتذوّر جوعًا و خوفًا ملجأً تحت الأرض.
ستبيع الفتيات شَرَفهُنّ.
سيُنَزِّل إِلَهُ السَّمَاءِ المَطَرَ عَشوَائِيًّا.
سَيَقع التُجّار في التطفيف.
سَيَظهر العديد مِن المُحتاجين و البَطّالين.
سيتكلّم النّاس بلُغةٍ عنيفة و وَقِحة.
سيجري النّاس وراء المال و الأكثر غِنى هُوَ مَن سَيَتَولى الحُكم.
لن يحميَ الحُكّام شَعبَهم بَل سَيستَولُون على كلّ ثِرواته بواسطة الضرائب.
سيظهر الغذاء المَطبوخ مُسبَقًا.

٢- تصفّحوا موقعنا حوعل الرسالة الرسولية:
٣- البديل المُتّهم يعني في القاموس فردًا أو مجموعةً أو منظّمة إلخ تمّ اختيارها لتحمّل عواقب أو إصلاح أخطاء هي ليست مسؤولة عنها كُليًّا أو جُزئيًّا.
وَرد في الإنجيل أنّ الراهب الأكبر سيتّهم خروفا بكلّ أخطاء المؤمنين، و سيطرده كيْ يأخذ معه كلّ خطايا القوم.
تصّفحوا كتاب ريني جيرارد Le Bouc émissaire المنشور سنة ١٩٨٦ على شكل كتابٌ ورقيُّ الغلاف.

من كتابة : جون ميشال بران.
ـ مُديرُ تحرير الجريدة.

Lire aussi

LE « POÈTE » RADICAL QATARI IBN AL-DHEEB PERSONA NON GRATA EN EUROPE

Le « poète » qatari ibn al-Dheeb, de son véritable nom Mohammed Rashid Hassan Al-Ajami, qui habite …

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *